بعنوان “حياته وفكره” ندوة علمية وفكرية عن الشيخ نبهان بن سيف المعمري

نظم فريق "روافد الثقافي" ندوة علمية وفكرية بعنوان "الشيخ نبهان بن سيف المعمري حياته وفكره"

Author
Al Sawt

ديسمبر 28, 2024

Shareشارك

المصنعة: نظم فريق "روافد الثقافي" ندوة علمية وفكرية بعنوان "الشيخ نبهان بن سيف المعمري حياته وفكره" تحت رعاية معالي الدكتور محمد بن سعيد المعمري وزير الأوقاف والشؤون الدينية، بقاعة المعالي في ولاية المصنعة، شارك في الندوة نخبة من الأكاديميين والباحثين الذين تناولوا مسيرة الشيخ نبهان بن سيف المعمري من جوانب متعددة، سلط الضوء على حياته العلمية وإسهاماته الإصلاحية والاجتماعية، وقد نظم الفريق معرضا مصاحبا لعدد من المخطوطات والمراسلات والمقتنيات التي احتفظ بها الشيخ.


وقال الباحث الدكتور طالب بن السعدي من فريق روافد الثقافي: يعنى فريق روافد بالجوانب الثقافية والعلمية المحلية العمانية ومن ضمنها الشخصيات العلمية التي لها تأثير ثقافي وعلمي واع وتأتي هذه الندوة العلمية في هذا الإطار فهي تسعى لتوثيق الجوانب المعرفية للشخصية المحتفى بها وترصد إسهاماته الفقهية والتربوية والإصلاحية.


وهذه الندوة ليست هي الأولى للفريق وقد سبقتها ندوتان علميتان الأولى تهتم بتأريخ ولاية المصنعة والثانية تناولت شخصية الشيخ جميل بن خميس السعدي ويسعى الفريق أن يستمر في إقامة الندوات والمؤتمرات التي تكشف الجوانب العلمية والمعرفية في عمان.


ومن جانبه أعرب مازن بن نبهان المعمري أحد أبناء الشيخ: كان والدنا يتسم بحب الخير والمعروف والصلاح ويتحلى بقيم السماحة واليسر والرحمة والبر وكام حريصا على العلم والتعليم يقضي جل وقته في القراءة والتدريس واستقبال طلبة العلم والمستفتين كان قدوة عملية لنا في المحافظة على فرائض الدين وركائز الأخلاق وصنائع المعروف والإحسان إلى قريب والبعين وصلة الأرحام وزيارة الأصحاب.


الجدير بالذكر أن الندوة تضمنت عده جلسات قدمت فيها أوراق عمل متعددة ففي الجلسة الأولى قدمت أوراق عمل حول نشأة الشيخ وحياته العلمية، وتحدث الدكتور صالح بن راشد المعمري عن "الشيخ نبهان حياته ونشأته العلمية"، وقدم الدكتور طالب بن علي السعدي ورقة بعنوان "الملامح العامة لمنهجه العلمي والتربوي"، فيما تناول الدكتور حميد بن سيف النوفلي موضوع "قراءة في سيرة الشيخ نبهان: الرحلات نموذجًا"
وفي الجلسة الثانية، استعرض الأستاذ فهد بن علي السعدي مكتبة الشيخ نبهان في ورقة وصفية تحليلية، وقدم الدكتور حميد بن مهنا المعمري ورقة عمل عن الجانب اللغوي في كتابات وأحاديث الشيخ، بينما سلط الأستاذ إبراهيم بن عبد الله النوفلي الضوء على الدور الإصلاحي والاجتماعي للشيخ نبهان.


واختتمت الندوة بعده توصيات أبرزها 1- توجيه الدارسين والباحث ين إلى دراسة الجوانب المختلفة من حياة الشيخ نبهان دراسة معمّقة. 2 - إتاحة الاطلاع على تراث الشيخ، كآثاره العلميّة، أو دفاتر تحضير الدروس التي تعبّر عن مرحلة من مراحل التعليم في عمان. -3 -إنشاء مكتبة تحمل اسم الشيخ المعمري، وتضمّ كتبه ونوادره ومقتنياته الشخصيّة، وتصويرها تصويرًا رقميًّا لإفادة الباحثين والدارسين بها -4 دراسة حياة أتراب الشيخ نبهان الذين لازموه في المدرسة الخليلية لكشف جوانب من محطات حياته المشتركة معهم. 5- إقامة الندوات التي تُعنى بسير العلماء والمفكرين من هذه الولاية خصوصًا ومن عُمان عمومًا وتوثيق آثارهم ودراسة آرائهم وتأثيرهم.

معلومات المحرر:
وتجدر الإشارة إلى أن الشيخ نبهان وُلد عام 1344 للهجرة 1925 للميلاد في قرية حاجر بني عمر بولاية الرستاق ثم انقل مع والدية إلى قرية الحيلين ومنها بدأ رحلته العلمية لحفظ القرآن الكريم وتعلم أصول الدين.


عندما بلغ الشيخ 23 عامًا، رحل إلى نزوى بيضة الإسلام، ليتتلمذ على يد الإمام محمد بن عبد الله الخليلي، حيث قضى سبع سنوات ينهل من العلوم الشرعية واللغوية وعمل في دولة الأمام كجابي للزكاة.


في مدرسة الإمام محمد صقلت شخصية الشيخ نبهان ليشهد ويسجل في دولة الإمام أحداث ومواقف كثيرة ويحضر حلقات العلوم يستقي منها العلم والمعرفة وقد رافق نخبة من العلماء والمشايخ وأهل القضاء والحكمة.


لم تتوقف رحلة الشيخ نبهان عند حدود عُمان، بل انتقل إلى المملكة العربية السعودية بعد وفاة الأمام محمد، حيث درس على يد علماء كبار في الرياض ومكة المكرمة والدمام، وبدأ مسيرته في التجارة والعمل وفي عام 1961، عاد الشيخ نبهان إلى عُمان ليستقر في قرية ودام الغاف بولاية المصنعة. كان أحد أعمدة التعليم الأوائل، حيث عُيّن معلمًا لمادة التربية الإسلامية في أول مدرسة بولاية المصنعة، وكان الشيخ نبهان مكتبةً متنقلة، مليئة بالعلم والأدب، لم يقتصر تعليمه على علم واحد، بل برع في الفقه، واللغة، والتاريخ، وظل مرجعًا لكل من حوله، لم يتوقف العمل على التدريس في المدرسة بل كان يخطب الجمعة ويؤم بالمصلين ويحاضر في المسجد وفتح مجلسا ليستقبل طلاب العلم ويرد في المسائل الفقهية ويسعى في الإصلاح بين المتخاصمين، وقد أفني أوقاته في طاعة الله والقراءة.


رحل الشيخ نبهان بن سيف المعمري عن دنيانا في 29 من صفر 1446هـ الموافق 3 سبتمبر عام 2024 عن عمر يناهز المائة عام، تاركًا إرثًا علميًا وإنسانيًا خالدًا. رحمه الله عليه وأسكنه فسيح جناته.

رياضة