حوار المعرفة العماني التركي يستعرض آفاق وفرص التعاون العلمي والبحثي المشتركة

وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار،تنظم منتدى "حوار المعرفة"

Author
Al Sawt

يناير 20, 2025

Shareشارك

مسقط : نظّمت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بالتعاون مع السفارة التركية بمسقط، ومؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ بجمهورية تركيا، والكلية الدولية للهندسة والإدارة منتدى "حوار المعرفة" العُماني التركي، الذي انطلقت فعالياته اليوم بفندق نوفوتيل، ويستمر لمدة ٣ أيام.


يهدف المنتدى إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي بين سلطنة عُمان والجمهورية التركية، بالإضافة إلى استكشاف فرص تبادل الخبرات في مجالات الابتكار والتعليم العالي، وفتح آفاق جديدة للتعاون العلمي المشترك.


رعت المناسبة معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، بحضور عدد من أصحاب السعادة والمكرمين، ونخبة من الأكاديميين والمسؤولين من مختلف الجهات الحكومية والخاصة.


استهلّ المنتدى بكلمة معالي الأستاذة الدكتورة رحمة بنت إبراهيم المحروقية، وزيرة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار أكدت فيها ان المنتدى يعكس أهمية العلاقات التاريخية الممتدة بين سلطنة عُمان وتركيا، ويأتي تنفيذًا للتوصيات الصادرة عن لقاءات القيادات العليا في حكومتي البلدين.


كما استعرضت معاليها المحاور الرئيسية للمنتدى، التي تضمّنت مناقشة اللغة، الترجمة، الأدب، الجسور التاريخية للعلاقات الثنائية، الابتكار في قطاع الطيران وإدارة المطارات، بالإضافة إلى السياحة العلاجية والتقنيات الطبية، موضحةً أن المنتدى خصص أيضًا لاستعراض مؤسسات التعليم العالي التركية والمراكز البحثية، فضلاً عن عقد اجتماعات ثنائية تهدف إلى تعزيز التعاون الأكاديمي والبحثي المشترك.


و أكدت معالي الدكتورة على الجهود المبذولة لرفع تصنيف الجامعات العمانية عالميًا من خلال زيادة النشر العلمي، واستقطاب الطلبة الدوليين، وتصميم برامج أكاديمية مشتركة مع المؤسسات التركية، و أشادت بدور برامج مثل "إيراسموس بلس" في تعزيز التبادل الطلابي بين البلدين.


وأشارت معاليها إلى تمويل سلطنة عُمان لـ 16 كرسيًا علميًا بالتعاون مع جامعات دولية مرموقة، بما في ذلك العمل على إنشاء "كرسي عمان للدراسات العمانية المعاصرة" في جامعة مرمرة التركية، كما أعلنت عن التعديلات التي أجرتها سلطنة عُمان على لوائح جودة التعليم العالي، مما ساهم في زيادة عدد الجامعات التركية الموصى بالدراسة بها، وأشارت معاليها إلى التعاون القائم بين مؤسسات التعليم العالي في البلدين وتوقيع عدد من مذكرات التفاهم، والتي نتج عنها عددًا من الزيارات الطلابية المتبادلة، وإعداد مشاريع بحثية مشتركة فيما بينها.


وأكد سعادة الدكتور محمد حكيم أوغلو، سفير تركيا لدى سلطنة عمان، أن المنتدى يمثل منعطفًا تاريخيًا يعزز الصداقة بين البلدين، ويعكس روح التعاون التي تجسدت في زيارة جلالة السلطان هيثم بن طارق إلى تركيا في نوفمبر 2024.


وأشار سعادته إلى أن هذا المنتدى هو خطوة هامة نحو تعزيز التعاون الأكاديمي بين البلدين، مؤكدًا على أهمية العلم كمرشد حقيقي للنجاح، كما قال أتاتورك. ولفت إلى مشاركة أكاديميين من تركيا في مجالات متنوعة، ما يساهم في تعزيز الروابط العلمية والثقافية بين البلدين.


من جانبه، ألقى سعادة الأستاذ الدكتور دريا أروس، رئيس مؤسسة أتاتورك العليا للثقافة واللغة والتاريخ، كلمة أكد فيها عمق العلاقات التاريخية الممتدة بين تركيا وسلطنة عُمان، والتي تعود إلى فترة السلاجقة والعهد العثماني. وأشار إلى الدور البارز الذي لعبته هذه العلاقات في تعزيز التضامن الإسلامي، كما أشاد سعادته بالشراكات الاستراتيجية الحالية بين البلدين في مجالات التجارة، الزراعة، الصحة، والثقافة، مؤكدًا أهمية التعاون الأكاديمي بين الجامعات العمانية والتركية.


وأعرب سعادته عن أهمية المنتدى كمنصة مثالية لتعزيز التعاون العلمي والثقافي بين البلدين، مشيرًا إلى تضمن المنتدى عدة جلسات نقاشية تهدف إلى تبادل الأفكار والمشاركة في تطوير مجالات التاريخ، الثقافة، الأدب، والدبلوماسية، كما أوضح أن هذه النقاشات ستسهم في تعزيز التفاهم المتبادل وتقوية الروابط بين البلدين.

ويشارك في المنتدى /17/ جامعة تركية بالإضافة إلى عدد من المراكز البحثية والثقافية التركية، وكافة مؤسسات التعليم العالي الخاصة، وعدد من المؤسسات التعليمية الحكومية بسلطنة عمان.

جلسات نقاشية


تضمن المنتدى في يومه الأول عدد من الجلسات النقاشية تناولت مجموعة من المحاور تمثلت في الأدب واللغة والترجمة، واستعراض العلاقات التركية العمانية: الجسور التاريخية والرحلة إلى المستقبل والمعمار الإسلامي، والتركيز على أهمية تعزيز التبادل الطلابي، وتطوير البرامج الأكاديمية المشتركة بين الجامعات العمانية والتركية، بالإضافة إلى دعم الدراسات العليا في مجالات العلوم والتكنولوجيا، كما تم تسليط الضوء على الابتكار العلمي، ودور التعاون الأكاديمي في دعم التبادل الثقافي بين البلدين.

وقالت الدكتورة أحلام بنت حمود الجهورية مديرة مختصة بهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية شاركت في منتدى حوار المعرفي العماني التركي بمداخلة بعنوان: قراءة في الإصدار الوثائقي لهيئة الوثائق والمحفوظات الوطنية حول العلاقات العُمانية العثمانية، وتضمنت المداخلة نبذة عن الإصدار الوثائقي الواقع في خمسة مجلدات: عُمان في الوثائق العثمانية: ثلاثمائة وسبعون عامًا من العلاقات التاريخية، 3 مجلدات، والعلاقات العُمانية التركية في وثائق الجمهورية التركية، المجلد الرابع، و العلاقات العُمانية التركية من منظور الأرشيف الدبلوماسي، المجلد الخامس، وتم تقديم مدخل عام للعلاقات العمانية العثمانية من واقع الوثائق، ونماذج من مواضيع الوثائق التي تضمنتها المجلدات الخمسة، ونماذج من الوثائق المعروضة في هذه المجلدات القيمة.

وخرجت هذه القراءة بإبراز الأهمية التاريخية والقيمة العلمية العالية لهذا الإصدار المهم والنوعي بأجزائه الخمسة، والذي من خلاله يمكن إعادة فهم وقراءة بعض الأحداث التاريخية المفصلية التي كانت عُمان والدولة العثمانية طرفاً فيها.

كما شهد المنتدى عقد اجتماعات ثنائية بين المشاركين من الكليات والجامعات والمراكز البحثية من الجانبين لبحث أوجه التعاون في مجالات التبادل الطلابي والأكاديمي، وإقامة مشاريع وبرامج علمية في البحث العلمي والابتكار.

 وتتواصل يوم غد الثلاثاء فعاليات المنتدى بعقد جلستين نقاشيتين، تتناولان السياحة العلاجية والطبية، ومستقبل الابتكار في قطاع الطيران وإدارة المطارات، وتختتم بزيارة إلى الكلية الدولية للهندسة والإدارة، فيما سيخصص اليوم الثالث لزيارة بعض المعالم التاريخية والأثرية والتعليمية بمحافظة الداخلية مثل متحف عُمان عبر الزمان، وقلعة نزوى، بالإضافة إلى جامعة نزوى.

رياضة