تروي بقايا مدينة أم قيس الأثرية من أبنية ومسارح ومعابد وأعمدة وأسواق وشوارع ومقابر مزينة، حكايات أنتجتها الحضارات المتعاقبة التي سكنت الموقع منذ القرن الثاني قبل الميلاد
عمان - العمانية : إلى الشمال من العاصمة الأردنية عمّان، تفضي الطريق المتعرجة صعوداً إلى تلة خضراء تتربع فوقها مدينة أم قيس الأثرية، التي تتسم بإطلالة بانورامية ساحرة، تقود البصر نحو نهرَي اليرموك والأردن، ومرتفعات الجولان، وبحيرة طبريا.
وما إن تطأ قدم الزائر أرض المدينة حتى يطالع العبارة المنقوشة على حجَر الشاهد الذي ينتصب فوق قبر الشاعر القديم "أرابيوس": "أيها المارّ من هنا، كما أنت الآن كنت أنا، وكما أنا الآن ستكون أنت، فتمتع بالحياة لأنك فانٍ".
ومثّلت المدينة في عصور ازدهارها خلال الحقبتين اليونانية والرومانية موطناً للفلاسفة والشعراء، ونموذجاً للهندسة المعمارية المدهشة وبخاصة فيما يتعلق بأنظمة تخزين المياه ونقلها؛ فقد بنى الرومان في أم قيس وعلى طول الوادي جسراً يعتمد على الأقواس المبنية من الحجارة الجيرية، وتمتد فوقه قناة لنقل المياه عبر تقنيات فتحات التصريف، كما بنوا أنفاقاً وشبكات من الأقنية المبتكرة والموزعة بشكل هندسي مدروس لتلبّي احتياجات المدينة كافة، سواء للحياة المدنية فيها أو للزراعة.