ذكرى من 2007 لأعصار جونو وتأثيره
مسقط : تعرضت السلطنة في صيف 2007 م إلى إعصار مداري قوي ضرب شواطئها المطلة على بحر العرب حيث وصلت درجته إلى الدرجة الخامسة، مخلفا وراءه الكثير من الخسائر منها غرق بعض البيوت و المباني وانقطاع في بعض الطرقات إثر تحطم الشوارع وجرف عدد كبير من السيارات.
وقد بدأت قصة هذا الإعصار في يوم الأحد الثالث من يونيو 2007م حيث صدر بيان رسمي من من المديرية العامة للطيران المدني والارصاد الجوية جاء فيه” أن عاصفة مدارية في بحر العرب تحولت إلى إعصار مداري” ، وفي اليوم ذاته بلغ الإعصار درجته الأولى مع استمرار زيادة شدته حيث بلغت سرعة الرياح في مركزه أكثر من 120 كم/ساعة وكمية الأمطار وصلت إلى 240 ملم. وحسب البيانات الرسمية فإن الخرائط كانت تشير إلى أن الإعصار يتجه نحو جزيرة مصيرة ويتوقع له أن يصل سواحل السلطنة بعد يومين أي في الخامس من يونيو2007 م
ونظرا لزيادة سرعة الرياح في مركزه والتي وصلت إلى 259 كم/ساعة تحول الإعصار إلى الدرجة الخامسة وهي أعلى درجة، وبدأ تدفق السحب الركامية إلى جزيرة مصيرة مع ارتفاع في أمواج البحر. غير الإعصار اتجاهه إلى الشمال الغربي باتجاه رأس الحد، مع توقعات بأن يدخل مركز الإعصار رأس الحد ويتابع طريقه إلى مسقط ثم الباطنة ، وبالتالي فإن الخطورة قلت على جزيرة مصيرة وازدادت على صور والعاصمة مسقط فتم إخلاء ميناء الغاز بصور من السفن مع استمرار إخلاء المناطق الساحلية في الشرقية من السكان, كما قامت الشرطة بنشر سيارات الدفاع المدني في المناطق المتوقع تعرضها للأضرار.
في الخامس من يونيو 2007 م وصل الإعصار إلى سواحل السلطنة حيث صدر بيان من شرطة عمان السلطانية جاء فيه ” ان تاثيرات الاعصار المداري “جونو” وتوابعه بدأت تصل الى سواحل السلطنة حيث تتعرض الان معظم الولايات الواقعة على الساحل الشرقي للسلطنة لسقوط امطار غزيرة مصحوبة برياح قوية وارتفاع منسوب الموج الى 12 مترا مع رياح بلغت سرعتها ما بين 212 الى 260 كم/س”. وعلى إثر ذلك تم إنشاء غرف عمليات في مديريات بلدية مسقط تعمل على مدار الساعة لتقديم مختلف الخدمات، كما أكدت وزارة التجارة والصناعة أن لديها السلع الغذائية الكافية لسد كافة احتياجات المواطنين. بدأت الآثار بانقطاع التيار الكهربائي في بعض الأماكن في ولاية صور مع حدوث عطل في شبكات الاتصالات في بعض مناطق الشرقية إثر الهطول الغزير لمياه الأمطار.
وفي يوم الخميس السابع من يونيو 2007م تحول الإعصار إلى عاصفة إستوائية واتجه إلى إيران، مع بزوغ الشمس على المناطق المتأثرة بالإعصار وانكشاف ما خلفه من كوارث في الطرقات والبيوت والسيارات وسط تكاتف أبناء الشعب العماني وتآزرهم في تقديم المساعدات كتوزيع المواد الغذائية في المناطق المتضررة وتنظيف الشوارع من ما خلفه الإعصار.
وتم في الحادي عشر من يونيو 2007 اجتماع مجلس لوزراء برعاية سامية من لدن جلالة السلطان قابوس –طيب الله ثراه - الذي أمر بتشكيل لجنتين لاحتواء آثار الاعصار: الأولى لفحص عدد البيوت والمساكن المتضررة والثانية برئاسة وزير الاقتصاد الوطني ( الملغاة) لإصلاح البنية الأساسية والجسور والطرق التي تم تدميرها، كما أمر جلالته بتأجيل الاختبارات النهائية لطلاب المدارس كما وجه جلالة السلطان قابوس –رحمه الله - خطابا إلى الشعب العماني حمد فيه الله عز وجل على ما قدر ولطف وشكر فيه كل الجهود التي بذلت في التلاحم والتآزر بين أبناء الوطن لمعالجة آثار الإعصار